نشرت من Marwan Ashmawi

الجينات وتأثيرها على نوع العائلات وسلوكياتها: نظرة علمية مستفزة للسعوديين عندما نبدأ بالحديث عن الجينات وتأثيرها على السلوكيات والعائلات، نجد أنفسنا نقف أمام موضوع مثير للجدل قد يُعتبر "مستفزًا" للكثيرين في المجتمع السعودي. الفكرة نفسها قد تبدو للبعض جريئة، وربما تصل لحدود غير مقبولة اجتماعيًا. لكن، لنكن صريحين: العلم لا يعرف حدودًا جغرافية أو ثقافية. الجينات كعامل مؤثر: هل العائلة السعودية استثناء؟ تُظهر الدراسات أن الجينات تلعب دورًا مهمًا في تشكيل سلوكيات الأفراد ونوعية العائلات. على سبيل المثال، توجد بعض الجينات التي يمكن أن ترتبط بسمات مثل التحفظ، الانطوائية، الكرم، وحتى القدرة على تحمل الضغوط. وهنا، يظهر السؤال: هل يمكن أن يكون للعائلة السعودية "جينات" فريدة تميزها عن غيرها من العائلات في العالم؟ قد يشعر البعض بالاستياء من هذه الفكرة، حيث يرون أن العائلة السعودية تتشكل وفقًا لقيم دينية وثقافية خاصة، وليست ناتجة عن تأثيرات جينية. لكن هل يمكن أن نغض الطرف عن البحث العلمي الذي يثبت أن الجينات لها تأثير فعلي على سلوكيات الأفراد، وبالتالي على تكوين العائلات؟ الجينات والسلوكيات الاجتماعية: هل نحن محكومون بالوراثة؟ تذهب بعض الأبحاث إلى أن الجينات قد تكون مسؤولة عن سلوكيات متوارثة مثل الالتزام بالعادات والتقاليد، واتباع القواعد الاجتماعية، والانصياع للسلطة. بناءً على ذلك، يمكن أن تكون العائلة السعودية، مثلها مثل أي عائلة أخرى، تعاني من "وراثة" اجتماعية تمنعها من الانفتاح على التغيير والتطور. من الجانب الآخر، هناك من يعتقد أن الجينات لا تحدد مصير الإنسان بشكل كامل، بل تتفاعل مع البيئة المحيطة لتشكل سلوكيات الأفراد. بعبارة أخرى، قد تكون العائلة السعودية محكومة ببيئتها الثقافية والدينية بقدر ما هي محكومة بجيناتها. تأثير الجينات على الأجيال القادمة: هل يمكن تغيير المستقبل؟ إذا افترضنا جدلًا أن الجينات تلعب دورًا كبيرًا في تحديد نوع العائلات وسلوكياتها، فهل يمكن للسعوديين أن يغيروا "جنياتهم"؟ هناك من يعتقد أن التطور العلمي، كالتحرير الجيني، قد يسمح للأجيال القادمة بالتخلص من "الصفات غير المرغوبة". ومع ذلك، قد يُعتبر هذا التصور انتهاكًا للقيم الأخلاقية والدينية السائدة. بالطبع، لا يوجد أحد يقول إن العائلة السعودية "محكومة" بجيناتها، ولكن هناك سؤال مشروع: إلى أي مدى يمكن أن يتقبل المجتمع السعودي فكرة أن جزءًا من هويته وسلوكياته قد يكون موروثًا جينيًا وليس فقط نتاجًا للثقافة والدين؟ الخلاصة: هل الجينات حتمية أم مجال للنقاش؟ بينما قد يشعر الكثيرون بالاستفزاز من الفكرة بأن الجينات قد تلعب دورًا في تحديد نوع العائلات وسلوكياتها، يبقى النقاش مفتوحًا. الجينات بلا شك تؤثر على الأفراد، ولكن ليس هناك "جين سعودي" خاص يجعل العائلات السعودية مختلفة بشكل جذري عن العائلات الأخرى. إذا كان هذا المقال يثير غضبك أو استفزازك، فقد حقق غايته. لأنه فقط من خلال التفكير النقدي والنقاش المفتوح يمكننا أن نطور فهمًا أعمق لأنفسنا وللعالم من حولنا.