وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

نشرت من marwan ashmawi
قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.هنا نجد أن الآية تنبض بحقيقة عميقة من حقائق العقيدة الإسلامية، التي ترسم ملامح الثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى. إنها عقيدة اليقين الكامل بأن ما يصيب الإنسان، سواء من خير أو شر، هو بتقدير من الله، وبإرادته الحكيمة التي لا تخطئ في تقدير المصالح للعباد. فالمؤمن هنا يعيش في إطار هذه الحقيقة، متجاوزًا كل المخاوف البشرية التي تعتري من لا يؤمن بهذه النظرة الشاملة للحياة والموت، والنجاح والفشل.لَن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا، في هذه الكلمات إشارة واضحة إلى أن ما كتبه الله ليس علينا بل لنا، بمعنى أن كل ما يحدث لنا، حتى المصائب والابتلاءات، هي في مصلحتنا، وهي جزء من التدبير الإلهي الذي يصب في مصلحة المؤمنين في الدنيا والآخرة.إنها دعوة للتوكل الصادق، ليس توكلاً مجرداً من العمل، بل توكلاً ينطلق من قلب مؤمن بعظمة الله، ومدرك أن الأمر كله بيده، وأنه سبحانه هو المولى الحقيقي، الذي يحفظنا ويرعانا ويكتب لنا ما هو خير لنا، حتى وإن كنا لا ندرك ذلك في لحظة الابتلاء. ولذلك كان التوجيه الرباني بأن عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ، لأن هذا التوكل هو سر القوة الداخلية التي تُمكّن المؤمن من مواجهة كل ما يعترض طريقه، بطمأنينة نفس وثبات قلب.في ظلال هذه الآية، يشعر المؤمن بحالة من السكينة والاطمئنان، فلا يخاف المستقبل، ولا يرهبه القدر، بل يواجه الحياة بثبات ويقين، مستعينًا بالله، ومتوكلاً عليه في كل أمر.
انقر للتقييم

تضمين الفيديو  |  126 عرض