هل أصبحت الجوالات قنابل موقوتة تتحكم بها إسرائيل؟
في عصر التكنولوجيا المتقدمة، تتزايد المخاوف حول تحوّل الهواتف الذكية من أدوات اتصال يومية إلى أسلحة خفية قد تكون تحت سيطرة قوى خارجية. بعد التقارير التي تتحدث عن إمكانية استهداف الأجهزة الذكية، بما في ذلك الهواتف والبيجرات، عبر برمجيات خبيثة، يطرح البعض تساؤلات جدية حول مدى السيطرة التي يمكن أن تمتلكها دول مثل إسرائيل على هذه الأجهزة، وإمكانية استخدامها كقنابل موقوتة داخل جيوبنا.
فكرة استهداف الأجهزة الذكية عبر تسخين البطاريات بواسطة برامج حاسوبية قد تبدو سيناريو مرعباً، لكنها ليست مستحيلة من الناحية التقنية. توجد بالفعل برمجيات تجسس، مثل "بيغاسوس" الذي استخدمته إسرائيل لاختراق هواتف مسؤولين وسياسيين. هذه البرامج تستغل الثغرات الأمنية في أنظمة التشغيل، مثل تلك التي طورتها شركات كبرى كآبل ومايكروسوفت، للوصول إلى المعلومات الشخصية أو حتى التحكم في الأجهزة عن بُعد.
لكن فكرة تحويل الجوالات إلى "قنابل موقوتة" تتطلب تحكماً أعمق في النظام الداخلي للجهاز، مثل التلاعب ببطارياته أو مكوناته الأساسية. ورغم أن مثل هذا السيناريو لم يظهر بعد على نطاق واسع، فإن الخوف من أن تكون الهواتف الذكية تحت سيطرة قوى خارجية، بضغط زر بسيط، ليس بعيداً عن التفكير في عصرنا هذا.
التهديد الحقيقي لا يكمن فقط في الانفجارات المادية، بل في استخدام الهواتف كأدوات للمراقبة والسيطرة النفسية والاجتماعية. قد تكون هذه الأدوات قادرة على تتبع تحركات الأفراد، بما في ذلك أعضاء تنظيمات مثل حزب الله، واستغلال المعلومات الشخصية أو المكانية لاستهدافهم. هذا النوع من السيطرة الرقمية قد يكون أكثر فاعلية وخطورة من القنابل النووية في بعض الحالات، لأنه يتيح للدول التحكم في المعلومات والتلاعب بها من دون الحاجة إلى تدمير مادي.
التحكم الكامل في هذه الأجهزة يتطلب اختراقات عميقة في أنظمة التشغيل والتطبيقات، وهو أمر قد يتم تحقيقه من خلال برمجيات خبيثة يتم تسريبها من قبل جهات أو شركات معينة. لكن من غير المرجح أن شركات عملاقة مثل مايكروسوفت وآبل تشارك طواعية في مثل هذه العمليات، إذ إنها ملتزمة أمام الرأي العام العالمي بحماية خصوصية المستخدمين. ومع ذلك، قد تكون الثغرات الأمنية وسيلة لاستغلال الأجهزة من قبل جهات خارجية.
في النهاية، لا يمكن الجزم بأن الجوالات أصبحت "قنابل موقوتة" بيد إسرائيل أو غيرها، لكن يبقى الخطر قائماً في ظل عالم يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا. ومع تطور قدرات المراقبة الرقمية والهجمات السيبرانية، يظل من الضروري التعامل بحذر مع الهواتف الذكية، وتحديث أنظمتها الأمنية، والوعي الدائم بالمخاطر المحتملة.