مقالات & # 187 ؛ التعليم & # 187 ؛ الابتلاء وفضل الله علي العبد اذ ا صبر
الابتلاء وفضل الله علي العبد اذ ا صبر الابتلاء هو اختبار أو محنة يرسلها الله تعالى لعباده، بهدف اختبار صبرهم، إيمانهم، وتحملهم في مواجهة الصعاب. وقد ذكر في القرآن الكريم وفي السنة النبوية أن الابتلاءات جزء من حياة الإنسان، وهي تأتي بمقدار من الله سبحانه وتعالى. فضل الله على العبد عند الصبر على الابتلاء: رفع درجات المؤمن: الله سبحانه وتعالى يرفع درجات المؤمن الصابر. ففي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الله عبدًا ابتلاه"، أي أن الابتلاء قد يكون من علامات حب الله لعبده. وكلما صبر العبد على الابتلاء، زادت درجاته عند الله. تكفير الذنوب: الصبر على الابتلاء قد يكون سببًا في تكفير الذنوب. فقد ورد في الحديث النبوي: "ما يصيب المؤمن من همٍّ ولا غمٍّ ولا نصبٍ حتى الشوكة يُشاكُها، إلا كفَّرَ الله بها من خطاياه". لذلك، يعتبر الابتلاء فرصة للمؤمن لتنقية نفسه من الذنوب. الابتلاء طريق لزيادة الأجر: إذا صبر المؤمن على الابتلاء، فقد وعده الله بأجر عظيم. كما في قوله تعالى: "إِنَّمَا يُوفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" [الزمر: 10]. أي أن الأجر سيكون مضاعفًا، ويكون صبر العبد سببًا لرضا الله عنه. تقوية الإيمان والتوكل على الله: الصبر في الابتلاء يعزز من توكل المؤمن على الله، حيث يدرك أن كل شيء بيد الله وأنه لا ملجأ ولا منجى إلا منه. وبالتالي، فإن الابتلاء يعين العبد على تقوية إيمانه والتقرب إلى الله. الابتلاء يميز المؤمن الصادق: الصبر على الابتلاء يميز المؤمن الصادق عن غيره. فمن يثبت في المحن ويظل ثابتًا في إيمانه بالله، فإنه يعد من الفائزين الذين يرضى الله عنهم. أمثلة من القرآن الكريم والسنة: في القرآن الكريم، قال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" [البقرة: 155]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له". إذن، الصبر على الابتلاءات لا يعتبر مجرد تحمل للألم والمصاعب، بل هو امتحان يحقق للمؤمن الأجر العظيم، ويقربه من الله تعالى، ويجعل محنته سببًا في رفعة شأنه في الدنيا والآخرة.