يا ايها الذين امنوا
كونوا قوامين بالقسط
شهداء لله
شهداء لله
شهداء لله
ليس المطلوب شهودا على ورق
ولا توقيعات في اسفل محاضر رسمية
المطلوب قلوب تقف امام الله كما تقف الجبال
لا تميل اذا مال السلطان
ولا تنحني اذا صرخ المال
الله يقول لكم:
اشهدوا للحق ولو على انفسكم
وانا اعرف ضعف انفسكم
اعرف خوفكم على خبز اطفالكم
ومقاعدكم الوثيرة
واعرف ايضا ان الحق لا يعيش
اذا استقالت السنة العالم
وقلم الباحث
وميكروفون الداعية
العالم الرباني حين يقرا هذه الاية
لا يراها حبرا في المصحف
يراها قصصا تمشي على الارض:
طالبا في الجامعة يرفض ان يزور بحثه ليرضي الاستاذ
استاذا يرفض ان يوقع على تقرير مزور يظلم به بريئا
طبيبا يقول للحقيقة تعالي
ولو خرج من غرفته مريض واحد ناقم
وسياسي يقول للظالم لا
ولو خرج من منصبه بعدها بدقائق
هؤلاء هم
شهداء لله
شهداء لله
لا شهداء لوظيفة
ولا شهداء لحزب
ولا شهداء لقبيلة
ثم ياتي نداء اخر
ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين
الدعوة هنا ليست خطبة طويلة في مسجد
الدعوة هنا علم صادق
وكلمة عادلة
وموقف نظيف
ووجه لا يعرف لونين في الوقت نفسه
عالم ينظر في سماوات الله وارضه
في الذرة والمجرة
في البحر والخلية
ثم يخرج الى الناس لا ليبيعهم وهما
بل ليقول لهم بهدوء العالم
وحرقة المربي
وحزن الناصح الامين:
يا قوم
هذا الكون ليس ملعبا للظالمين
هذه الارض ليست سجادة حمراء للطغاة
هذه الايات في السماء والافاق
لم تخلق لتكون خلفية جميلة لنشرات الاخبار
بل ادلة اتهام للساكتين عن الحق
اذا ربط العالم علمه بالعدل
صار كل ما يكتشفه من قوانين الكون
حجة اضافية على من يعبث بقوانين الاخلاق
واذا ربط الداعية لسانه بالقسط
صار كل ما يقوله من مواعظ
رصاصة رحمة في صدر الظلم
لا رصاصة خوف في صدر المظلوم
كونوا قوامين بالقسط
شهداء لله في المعمل والجامعة
شهداء لله في المحكمة والمستشفى
شهداء لله امام الحاكم والمحكوم
ثم قولوا للناس
بصوت هادئ ثابت لا يرتجف:
انا من المسلمين
انا من حزب الحق
لا من حزب الخوف
عندها فقط
تصير شهادتكم للعلم
وشهادتكم للعدل
وشهادتكم للمظلومين
امتدادا لصوت الانبياء
واثر العلماء الربانيين
الذين لا يريدون من الناس جزاء ولا شكورا
يكفيهم ان يكتب على جبين اعمالهم
في صحائف الغيب:
هؤلاء كانوا
شهداء لله
شهداء لله
شهداء لله