من صاحب المقال ؟ لغز اليوم الوطني
جبل طويق: رمز العزيمة والانضباط في رؤية المملكة
بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مع احتفالنا باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، تتجدد فينا الروح الوطنية التي تحمل في طياتها عزيمة لا تلين، وإصراراً على بلوغ القمم. في هذا اليوم المبارك، أجد نفسي أتأمل في رمز وطني عظيم، وهو جبل طويق. ذلك الجبل الذي يقف شامخًا في قلب نجد، يمثل لنا ليس فقط جزءًا من الطبيعة الخلابة للمملكة، بل رمزًا لروح الشعب السعودي، تلك الروح التي لا تعرف الاستسلام وتواصل السعي نحو المستقبل، متحدية كل العقبات.
جبل طويق وعزيمة الشعب السعودي
لطالما كان جبل طويق مصدر إلهام، ليس لجغرافيته أو جماله الطبيعي فقط، بل لما يمثله من رمز للاستمرارية والصمود. كما قال الإمام الغزالي: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل". هذه الاستمرارية في العمل هي ما يميز جبل طويق. مثلما لا يتوقف الجبل عن الوقوف شامخًا، كذلك نحن في هذه المملكة الغالية، نواصل العمل والإنجاز بفضل توكلنا على الله وأخذنا بالأسباب، كما أكد ابن القيم الجوزية على أن التوكل مع الاجتهاد هو السبيل الأمثل للنجاح.
الانضباط في الرؤية والعمل
في رؤية المملكة 2030، قمنا بوضع أهداف طموحة، وهذه الأهداف تتطلب منا جميعًا أعلى درجات الانضباط. وكما قال الإمام ابن تيمية، فإن ضبط النفس هو المفتاح للوصول إلى الغايات. تحديات اليوم ليست أقل من تلك التي واجهتها أجيالنا السابقة، لكن العزيمة التي استقيناها من تاريخنا وأصالة قيمنا تجعلنا نواصل المسير بكل صبر وثبات. وكما قال الإمام الشافعي، المثابرة والصبر هما سلاحان ضروريان لتحقيق أهدافنا، والنجاح يأتي بعد جهد طويل.
تنظيم الوقت وحسن استثماره
وكما كان عمر بن الخطاب ينصح بضرورة استغلال الوقت بحكمة، فإن رؤيتنا تتطلب منا استثمار كل لحظة في البناء والتطوير. لقد وضعنا خططًا دقيقة لتطوير مختلف القطاعات، من التعليم إلى الصناعة، ومن التكنولوجيا إلى السياحة. هذه الجهود لن تؤتي ثمارها إلا إذا التزمنا جميعًا بانضباط لا يتزعزع في تحقيق كل هدف ضمن الإطار الزمني المرسوم.
النية الصادقة ومحبة الوطن
لا شك أن النية الصالحة هي أساس كل نجاح، كما علمنا الإمام النووي، فالعمل لا يزدهر إلا إذا كانت النوايا خالصة لله وللوطن. وهذا هو ما نؤكد عليه في كل خطواتنا: حب الوطن والعمل لأجله هو ركيزة نجاحنا وتقدمنا.
خاتمة: جبل طويق والإلهام المستمر
إن جبل طويق ليس مجرد معلم جغرافي، بل هو رمز لقيمنا وتطلعاتنا. وكما أن الجبل يقف شامخًا على مر العصور، فإن المملكة وشعبها ماضون في طريقهم نحو القمم. نستلهم من هذا الجبل دروسًا في العزيمة والانضباط، ونعمل بكل ما أوتينا من قوة لبناء مستقبل مشرق، بإذن الله، تكون فيه المملكة العربية السعودية نموذجًا عالميًا في التقدم والازدهار.
انقر للتقييم