People Also Liked

كيف تُلقي التحيات على الله كل يوم في صلاتك ولا تدرك عظمتها؟! – سرٌّ عظيم يفوتك في كل ركعة

نشرت من Marwan Ashmawi
في لحظةٍ من أعظم لحظات الوجود، كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى، في ذلك المكان الذي لا يصل إليه بشر، حيث يغشى السدرة ما يغشى، أمرٌ من الله عز وجل عظيم، لا يعلم وصفه إلا هو سبحانه. كان النبي صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظة على صفةٍ من الثبات والطاعة التي لا تُضاهى، فلم يلتفت بصره يمينًا أو شمالًا، ولم يتجاوز ما أُمِر برؤيته، مع أن ما كان يُعرض عليه من الأنوار والجمال يفوق الوصف البشري. في هذه اللحظة المهيبة، ألقى النبي محمد صلى الله عليه وسلم التحية على الله عز وجل قائلاً: "التحيات لله والصلوات الطيبات". تحيةٌ من عبدٍ يرى ربه في أوج الجلال والعظمة، تحيةٌ تنبع من قلبٍ مملوء بالخشوع والمحبة، وتهتز لها أركان السماوات. ثم رد الله سبحانه عليه قائلاً: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته". تخيّل! الله عز وجل بنفسه يسلم على حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم! فكيف لا يبكي النبي في صلاته، وكيف لا يجأر إلى الله بطلب الفضل والرحمة؟ إن الله الذي سلم عليه هو نفسه الخالق العظيم، الذي تتجلى قوته وجبروته في كل ذرة من الوجود. وأمام هذا الفضل العظيم، رد النبي بكل الحب والرحمة قائلاً: "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين". ما أروع هذا الرد الذي يعكس قلبًا نقيًا، لا ينسى فيه العباد الصالحين، حتى وهو في أسمى مراتب القرب من الله. إنه محمد صلى الله عليه وسلم، الذي تفيض محبته ورحمته للناس جميعًا، فلم ينس عباد الله الصالحين وهو في حضرة الخالق. وهنا يحدث الأمر الأعظم، وهو أن الله إذا أحب عبدًا صلى عليه بنفسه، وجعل ملائكة السماء تصلي عليه، ووراءهم ملايين المسلمين في كل ثانية يرددون الصلاة على هذا النبي الحبيب. فما أعظم من نال محبة الله، وما أخسر من حُرم منها! فماذا خسر من أحبه الله؟ لا شيء. إنه كسب الدنيا والآخرة، كسب السعادة والرضا، كسب النور الذي يغمر قلبه وحياته. وماذا كسب من خسر محبة الله؟ لا شيء. فقد ضاع في ظلمات الدنيا والآخرة، حُرم من النور، من الطمأنينة، ومن رضوان الله. يا الله! نسألك بقلوبنا الخاشعة المتوسلة أن تحبنا كما أحببت نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم اجعلنا من الذين تصلي عليهم بفضلك، واجعل ملائكتك الكرام يذكروننا في دعائهم، وارزقنا محبتك التي لا يُضاهى بها شيء، يا أرحم الراحمين، ويا أكرم الأكرمين.
تم النشر ٢٤ سبتمبر - فشلت في أخرى - #الخشوع في الصلاة  #التحيات 
انقر للتقييم

تضمين الفيديو  |  96 عرض
1 تعليقات