موسى... والقلوب التي عظّمت الله

  • انقر للتقييم

    يا قلبُ...
    أما علمتَ أن هيبة العبد لا تُستنبت من ثياب فاخرة،
    ولا من ألقاب تُنفخ كفقاعات الصيف؟
    بل إنما يلبس الهيبة من لبس قلبه تعظيم الله!


    كان فرعون...
    يتطاول في طغيانه،
    يمشي في الأرض مرحًا كأنما الأرضُ بساطٌ ممدودٌ تحت قدميه.
    وكان قومه بين يديه،
    أقزامًا تسجد للذهب، وتخاف سوط الغضب.

    أما موسى...
    فما كان له من سلاحٍ غير قلبٍ سجد لله في الخلوات،
    ولا من عونٍ إلا يقينٌ أن الله أعظم من كل عرشٍ مائل، ومن كل تاجٍ آفل.

    ناداه الجبّار من فوق سبع سماوات

    اذهب إلى فرعون إنه طغى}.

    فلم يتلعثم اللسان
    ولم ترتجف الساقان...
    بل مشى إلى الطاغية،
    بقلب يفيض من مهابة الله، فما هاب الجبابرة.

    وقف موسى أمام العرش المذهب،
    وأمام الجنود المسلحين،
    وأمام السيوف المنتظرة،
    وقال بكل يقين:
    {إني رسول رب العالمين}.

    فارتعدت الأرض تحت قدمي فرعون،
    ولكن موسى ثبت!
    لأنّ من عظّم الله بقلبه، صغرت أمامه ممالك الأرض.


    أيا طالب التعظيم من الناس!
    تعالَ أحدثك بصدق...
    أما علمت أن تعظيمك بين الخلق مرهون بتعظيمك لله؟
    أما علمتَ أن مَن خلى قلبه من توقير الله، خلا وجهه من نور الله؟

    قال ابن القيم، رحمه الله:
    "من أعظم الظلم والجهل أن تطلب التعظيم والتوقير من الناس، وقلبك خالٍ من تعظيم الله وتوقيره!"

    فيا من تتزين بلباس الشهرة...
    ويا من تلهث خلف التصفيق...
    قف قليلاً!
    اسجد لله... سجدةً صادقةً، تبكي فيها قلبك قبل عينيك...
    فعندها فقط، تُعظمك السماوات، ولو احتقرك أهل الأرض!


    وتذكّر...
    أن موسى عليه السلام،
    لم يكن يحمل ذهبًا،
    ولا سيفًا،
    ولا سلطانًا...
    كان يحمل في قلبه الله!
    وهذا يكفي.

0 تعليقات
  • ٪ s معجب بهذا