في ظلال أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقت

  • انقر للتقييم

    في ظلال الآية: ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ — سورة الغاشية

    في زمن يلهث فيه العلم وراء دواء لكل داء، تعود الإبل — سفينة الصحراء — لتُبحر بنا نحو آفاق جديدة من الشفاء، فتنبعث من بين ضروعها قطرةُ أملٍ تُدهش المختبرات وتعجز عن تفسيرها التجارب.

    كيف خُلقت الإبل؟
    لم تكن الآية الكريمة تساؤلًا بيولوجيًا مجرّدًا، بل نداءً روحيًا للتأمل في هذا الكائن الذي يحمل في خلقه معجزة، وفي لبنه رحمة. فالإبل ليست فقط حيوانًا صحراويًا صبورًا، بل مخزن طبيعة متنقل، يحمل في دمه وبوله ولبنه أسرارًا طبية تتحدى أمراض العصر.

    وها هو العلم، اليوم، يقف مشدوهًا أمام لبنها، بعد أن أثبتت دراسة حديثة في كازاخستان أن حليب الإبل قد يحمل مفتاحًا جديدًا في التخفيف من أعراض الربو التحسسي الذي يعاني منه الملايين. لم يكن ذلك اكتشافًا فحسب، بل تذكيرًا إلهيًا بأن "النظر إلى الإبل" ليس ترفًا بيئيًا، بل ضرورة علمية، وأن في مكنون هذه الكائنات ما يفوق حدود التفسير العلمي.

    إن التركيبة المناعية المعقدة في حليب الإبل، القادرة على تعديل الاستجابة التحسسية دون كبتها، تشي بعقل مصمم حكيم. وما من خلية في لبنها إلا وتشهد بـ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾.

    الحديث عن الإبل لا ينتهي عند الشكل والقدرة على التحمل، بل يتجاوز ذلك إلى كونها آية علاجية، وإرثًا طبيًا لم يأفل رغم تغيّر الزمان.

    فيا من تبحَث عن دواء، لا تُهمل وصية القرآن: انظر إلى الإبل... وتأمل كيف خُلِقَت،
    فربما تكمن الإجابة التي تُحيي في كوبٍ من لبنها، وتغفل عنها خزائن الأدوية الكيميائية

0 تعليقات
  • ٪ s معجب بهذا