لماذا فقدنا اليسر والتسامح؟"
في مجتمع يزعم أنه يتمسك بالقيم الإسلامية الأصيلة مثل العدل والرحمة، يبرز سؤال صادم: لماذا نرى قلة في اليسر والتسامح في التعامل اليومي بين الأفراد في المجتمع ؟ هل نحن فعلاً مجتمع تسوده المحبة والاحترام، أم أننا نعاني من نقص حقيقي في القيم التي ندعيها؟
غياب اليسر: عائق أمام التقدم الاجتماعي
اليسر والتسامح هما من القيم الجوهرية التي تساهم في خلق بيئة محبة وإيجابية. ومع ذلك، نجد أن المجتمع في بعض الأحيان يغلب عليه التشدّد والعصبية. لماذا نرى البعض يحرصون على تطبيق القوانين بحرفيتها دون أي مرونة، حتى لو كان ذلك على حساب الإنسانية والرحمة؟ هل بات المجتمع محكومًا بفكرة "العقاب" بدلًا من فكرة "التصحيح والتوجيه"؟
إن غياب اليسر ليس مجرد مشكلة فردية، بل يمتد ليؤثر على العلاقات الاجتماعية بأكملها. فالشخص الذي يشعر بأنه محاصر بين الأحكام الاجتماعية والدينية القاسية لن يكون قادرًا على ممارسة التسامح والمحبة بسهولة.
التسامح: المفتاح للسلام الداخلي والاجتماعي
التسامح هو القوة الحقيقية التي تبني المجتمعات، وليس الضعف كما يعتقد البعض. لماذا لا نرى في المجتمع السعودي ممارسة حقيقية للتسامح بين الأفراد؟ التسامح لا يعني القبول بالخطأ، بل يعني فهم الآخرين واحتوائهم، والقدرة على المضي قدمًا بدون ضغائن.
عدم التسامح يعزز من ثقافة الخوف والعداوة بين الأفراد. بينما يدفع التسامح الناس نحو الإيجابية، ويشجع على الحوار البناء وحل النزاعات بالطرق السلمية. إذا كان المجتمع يريد أن يتقدم وينمو، فعليه أن يتبنى ثقافة التسامح بدلاً من التمسك بالتقاليد التي تعزز من الصراعات والانقسامات.
كيف يمكننا التغيير؟
إذا أردنا خلق بيئة محبة وإيجابية في المجتمع السعودي، فعلينا أن نعيد النظر في كيفية تعاملنا مع بعضنا البعض. علينا أن نتبنى قيمة اليسر في التعامل اليومي، أن نسامح بسهولة، وأن نكون أكثر تفهمًا للآخرين.
من خلال تعزيز قيم اليسر والتسامح، يمكن للمجتمع أن يبني بيئة تساعد على التعاون والنمو والاحترام المتبادل. لكن إذا استمر المجتمع في التمسك بالتشدد والجمود، فسيظل يعاني من قلة المحبة والايجابية، مما يؤدي إلى مزيد من الانقسامات والصراعات.
الخلاصة: هل نحن بحاجة إلى مراجعة أنفسنا؟
ربما حان الوقت لأن نتساءل: هل نحن فعلاً مجتمع متسامح؟ إذا كان الجواب "لا"، فعلينا أن نبدأ بالتغيير من داخلنا، وأن ندرك أن اليسر والتسامح هما الطريق الوحيد لبناء مجتمع حقيقي يسوده الحب والاحترام.
نعم، قد يكون هذا الكلام صادمًا، لكنه قد يكون أيضًا البداية الحقيقية للتغيير الذي نحتاجه جميعًا.
انقر للتقييم