سذاجة بعض الموظفين في المقابلات الوظيفية: بين الصدمة واللباقة consl2.com
ي عالم اليوم الذي يشهد سباقًا شرسًا على الفرص الوظيفية، نجد أن بعض الموظفين ما زالوا يقعون في أخطاء صادمة خلال المقابلات الوظيفية، لتتحول هذه المقابلات إلى لحظات مثيرة للضحك وأحيانًا للشفقة. ولكن، هنا يتبادر سؤال مهم: هل من الأخلاقي استغلال هذه المواقف ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف التسلية؟
يبدو أن بعض الموظفين يفتقرون للأساسيات التي لا غنى عنها في المقابلات، مثل التركيز في التفاصيل، وتجنب الردود العفوية التي قد تعكس صورة سلبية، أو حتى الظهور بمظهر غير لائق. ناهيك عن أن البعض يفاجئ المقابلين بإجابات لا تتناسب مع طبيعة الوظيفة المطلوبة، بل قد تصل إلى مرحلة السذاجة البحتة.
أمثلة على الأخطاء الشائعة في المقابلات الوظيفية:
الأسئلة التلقائية بدون تحضير: قد يسأل المتقدم عن الراتب قبل أن يعرف حتى متطلبات الوظيفة، أو قد يسأل أسئلة شخصية جداً عن مديره المستقبلي، وكأن المقابلة جلسة دردشة لا أكثر!
التعبير المفرط عن الذات دون مبرر: بعض المتقدمين يعتقدون أن "الثرثرة" تعكس مهاراتهم، فيستمرون بالحديث عن تجارب قد لا تكون لها علاقة بالوظيفة.
إظهار نقص في اللباقة: كالقدوم متأخرًا دون اعتذار أو التصرف ببرود أو حتى الظهور بمظهر غير مهندم.
الافتقار إلى المعرفة الأساسية حول الشركة: كثير من المتقدمين يفشلون في التعرف على طبيعة الشركة أو تاريخها، ما يعطي انطباعًا بعدم الجدية.
لكن، هنا تأتي مسألة مهمة: كثير من أصحاب العمل قد يشعرون برغبة في مشاركة هذه المواقف الطريفة على وسائل التواصل الاجتماعي كنوع من الترفيه أو التنفيس عن ضغوط العمل. رغم أن الموقف قد يكون مضحكًا في لحظته، إلا أن نشر هذه المقابلات دون إذن يعتبر منافياً للأخلاق المهنية ويضر بسمعة الطرفين.
لماذا يجب تجنب نشر المقابلات المحرجة؟
الحفاظ على الكرامة الإنسانية: كل إنسان له كرامته، ومهما كانت أخطاؤه في المقابلة، لا ينبغي أن تُستغل هذه الأخطاء لتشويه صورته.
تعزيز بيئة مهنية صحية: نشر هذه المقاطع يولد بيئة غير آمنة ويخيف المتقدمين للعمل.
الحفاظ على سمعة الشركة: التندر على المتقدمين قد يعكس صورة سلبية عن الشركة ككل، ويثير التساؤلات حول أخلاقيات التعامل فيها.
ختامًا، يجب علينا جميعاً، سواء كنا أرباب عمل أو متقدمين، أن نكون واعين لأهمية الاحترام المتبادل في المقابلات الوظيفية، فهذه اللحظات قد تحدد مستقبل شخص، وليست مجرد محطة ترفيه عابرة.
انقر للتقييم