نجاحك في خطر: كيف يمكن أن تكون نيتك سر فشلك القادم

نشرت من Marwan Ashmawi
الحمد لله الذي جعل الصدق نورًا في قلوب العباد، وأكرمنا بالإخلاص في النية والقصد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الذي جُعلت نيته خير النوايا، وأخلص قلبه لله، فكان لنا خير مثال يُحتذى، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين. أيها الأحبة في الله، إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى. هذه قاعدة عظيمة، وضعها نبي الرحمة، صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف، وما أعظمها من قاعدة تهدي العباد إلى الخير وتثبّت الإخلاص في القلوب، وتدعو المرء إلى مراقبة نيته، وتقويم سريرته. فإن صدق النية سبيل الفلاح، وهو زاد الصالحين، ومصدر السكينة في القلوب. فما أثر صدق النوايا؟ إن صدق النية هو أساس الأعمال الصالحة وأصل الطاعات، فبالصدق ترتفع الأعمال إلى الله، ويقبلها رب العباد، كما قال الله تعالى: "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ" [المائدة: 27]. والصدق في النية هو ما يحوّل العمل العادي إلى عبادة، فكم من عمل ظاهره دنيوي، رفعه صاحبه إلى درجات عالية بصدق نيته، فصار له أجر لا يعلمه إلا الله. وقد قال الشافعي، رحمه الله، في قصيدة له: "وددتُ لو أن الناسَ تعلموا، ما في صدق النية من الأجر العظيم، فوالله ما بلغتُ ما بلغت، إلا بصدق القصد، وإخلاص النية." أيها الأحبة، إننا نعيش في دنيا مليئة بالفتن والشهوات، وقد يُزين للمرء عمله، فيراه حسنًا، وهو عند الله لا قيمة له، إن لم يكن خالصًا لوجهه الكريم. فيجب على المسلم أن يتفكر في نيته، ويصحح قصده، ويجدد إخلاصه. فإن النية إذا صلحت، صلح العمل، وأثمرت السعادة في الدنيا والآخرة. ثمار صدق النية إن لصدق النية ثمرات جليلة لا تُحصى. فمنها أن الله يبارك في العمل ويزيده قبولًا وأثرًا. وقد قيل إن العبد إذا أخلص لله، جرت البركة في عمله، وأثره في قلوب الناس. ومنها أيضًا أن الصدق يجعل صاحبه محبوبًا بين الناس، محمودًا بينهم، لأن الناس بفطرتهم يحبون الصادقين ويثقون بهم. ومن أعظم الثمرات أيضًا أن الله يُيسر للصادقين طرق الخير، ويجعل لهم سبلًا إلى الهداية، كما قال الله تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" [العنكبوت: 69]. ولعل من أبرز الأمثلة في صدق النية ما قاله الإمام الشافعي، رحمه الله، عندما سُئل عن العلم، فقال: "طلبت العلم لله، فأعطاني نورًا في صدري، ورفع الله بي منازل لم أكن أرجوها." فقد جعل الله له قبولًا بين الناس، ورفع قدره في الدنيا، لأنه صدق في نيته، وأخلص في طلبه. التحذير من الرياء ومن الأدب مع الله أن يحذر المؤمن من الرياء، وأن يتجنب تزيين العمل للناس، لأن الرياء يحبط العمل ويحرمه القبول، كما جاء في الحديث القدسي: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه." فالرياء آفة خطيرة، تعكر صفو النية، وتفسد العمل. فليحرص المؤمن أن يكون عمله لله وحده، متوجهًا بقلبه إلى الله، مبتغيًا وجهه الكريم. ختامًا أسأل الله العظيم أن يرزقنا وإياكم صدق النوايا، وإخلاص السرائر، وأن يجعل أعمالنا خالصةً لوجهه الكريم، إنه ولي
تم النشر ١٥ نوفمبر - فشلت في أخرى - #النوايا  #نجاحك في نيتك 
انقر للتقييم

تضمين الفيديو  |  89 عرض
0 تعليقات
  • ٪ s معجب بهذا